دومينو إفريقيا.. "خطيئة" عائلة بونغو و"لعنة" الكنوز الطبيعية تضرب "الغابون"
- التفاصيل
- By ذانيوز اونلاين
ذانيوز اونلاين//تشهد القارة السمراء خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الانقلابات زادت من مآسي شعوب تلك الدول المتأزمة أصلاً إنسانياً ومادياً وأمنياً وعلى المستويات كافة.
وبات التسارع في الانقلابات في دول جنوب الصحراء بالقارة، لغزاً كبيراً في الأروقة السياسية الإقليمية والعالمية حول الأهداف المعلنة وغير المعلنة منها.
وعلى الرغم من أن انقلاب النيجر الشهر الماضي، واجه رفضاً واسعاً إقليمياً ودولياً، خشية تفشي الانقلابات في غرب إفريقيا، وفُرضت على نيامي عقوبات ثقيلة، وتمّ تهديدها بالتدخّل العسكري، لكن هذا لم يمنع شرارة انقلاب جديد، وهذه المرة في الغابون؛ لتصبح المخاوف أمراً واقعاً.
فبعد شهر و4 أيام من الانقلاب العسكري في النيجر، الذي أزاح الرئيس محمد بازوم؛ فوجئت القارة المكلومة، صباح اليوم الأربعاء، بظهور ضباط كبار بجيش الغابون على قناة "غابون 24"، معلنين إلغاء نتائج الانتخابات، وحل الدستور ومؤسسات الدولة، والسيطرة على السلطة، بعد قليل من إعلان فوز الرئيس علي بونغو؛ بفترة ثالثة في الانتخابات.
وبرّر الضباط انقلابهم -وفق سكاي نيوز عربية- بأن الانتخابات افتقرت للمصداقية، ونتائجها باطلة، مشدّدين على أنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في هذا البلد الغني بالنفط.
وفق الخبراء تعود معظم دوافع الانقلابات في جنوب الصحراء بإفريقيا، إلى أمورٍ عرقية وقبلية، أو صراع عائلات وتكتلات على السلطة والثروة، أو لروابط خارجية.
الباحث المتخصّص في شؤون غرب إفريقيا، تشارلز أسيجبو؛ لفت إلى أن هذه الانقلابات أصبحت وباءً في القارة، معتبراً أن الأسباب المعلنة دائماً لها "وجيهة ومعتادة، مثل سوء الإدارة، والافتقار للتماسك الاجتماعي".
وتابع، في حالة الغابون قد يكون المبرر هو سيطرة عائلة بونغو على السلطة لأكثر من نصف قرن، إلا أنه في كل الأحوال المجالس العسكرية تفشل دائماً في تغيير الأوضاع التي قالت إنها استولت على السلطة لإصلاحها.
ويتفق حمدي عبدالرحمن، الباحث في شؤون إفريقيا، في أن ما أعطى فرصة للانقلاب الحالي في الغابون هو "خطيئة علي بونغو؛ وتمسكه بالسلطة لولاية ثالثة".
ويضيف عبدالرحمن؛ إلى ذلك تأثر انقلابيي الغابون بالانقلابات الأخيرة (مثل انقلاب النيجر)، على أساس نظرية "الدومينو"، كما أنها مؤشر على تراجع النفوذ الفرنسي في القارة.
ويرأس بونغو (64 عاماً) البلاد منذ 14 عاماً، وذلك بعد قضاء والده عمر بونغو 41 عاماً في الحكم منذ 1967 حتى وفاته عام 2009، وتولى ابنه الحكم بعده، وأصرّ على الترشح للمرة الثالثة رغم مرضه بعد إصابته عام 2018 بجلطة دماغية.
وبذلك تكون أسرة بونغو تحكم منذ 55 عاماً، خاصة أنه لا يوجد حد أقصى في الدستور لمرات الترشح للرئاسة، وفشلت المعارضة في الانتخابات الأخيرة في الاتفاق على مرشح واحد ليكون منافساً قويا لعلي بونغو.
ويعد الصراع على الثروة من حوافز الانقلابات في دول عدة، وتتمتع الغابون بثروات طبيعية هائلة، حيث تُوصف الغابون بأنها "عملاق" للنفط في إفريقيا؛ ويبلغ إنتاجها من النفط الخام 181 ألف برميل يومياً.
وتبلغ صادراتها النفطية 4.6 مليار دولار، ولديها احتياطيات نفط خام مؤكّدة بمليارَي برميل، وإجمالي صادرات البلاد النفطية وغير النفطية 6 مليارات دولار، وإنتاج الغاز الطبيعي 454 مليون متر مكعب يومياً، واحتياطيات الغاز المؤكّدة 26 مليار متر مكعب، بجانب النفط والغاز لديها وفرة في اليورانيوم والمنجنيز والأخشاب.