وجاء في نص الرسالة: "كنا بتاريخ 2018/11/27 أرسلنا إليكم، كدول أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإرسالها حول نية الولايات المتحدة الأمريكية استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة المقاومة الفلسطينية وفِي مقدمتها حركة حماس، (مرفق نص الرسالة).
وفِي رسالتنا أكدنا على حقنا كشعب تحت الإحتلال بالدفاع عن أنفسنا ورد العدوان والمتمثل في الإحتلال الإسرائيلي، حتى تحقيق حلمنا بالحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهذا ما كفلته عشرات القرارات الدولية عامة وفِي سياق القضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
وعند الحديث عن التصعيد الأخير فالكل يعلم أن إسرائيل وبعد أقل من ٤٨ ساعة على إنجاز تفاهمات التهدئة لإعطاء فرصة لإنعاش الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، دخلت قطاع غزة في منطقة خانيونس وقتلت سبعة من الفلسطينيين، بل وقصفت العديد من المنشئات المدنية والأراضي الزراعية، مما إستدعى ردا منضبطاً من المقاومة، والتي تجاوبت بكل مسؤولية وجدية مع مساعي العودة لتفاهمات التهدئة برعاية مصرية أممية.
ولقد بلغنا من مصادر عديدة ان الادارة الامريكية تحاول جاهدة تجنيد العديد من الدول لصالح قرارها وتسعى الى تحقيق ذلك بكل وسيلة ممكنة، كنا بلغنا ان دول الاتحاد الاوروبي ستصوت لصالح مشروع القرار الامريكي بعد التوافق مع الادارة الامريكية على صيغة جديدة معدلة.
لكن من الواضح أن التعديلات المذكورة شكلية ولا تمس جوهر القرار والقائم على الإنحياز الكامل لصالح الإحتلال وإدانة المقاومة الفلسطينية، وفِي مخالفة صريحة لكل القرارات الدولية بالخصوص. اننا بهذه المناسبة نود أن نلفت انتباهكم الى ان تمرير مثل هذا القرار ستكون له تداعيات خطيرة وجسيمة , سواء على صعيد القضية الفلسطينية ومستقبل حل الصراع او على صعيد الاستقرار والامن في المنطقة بشكل عام".
وقالت حركة حماس "إن تمرير هذا القرار يعطي شرعية وغطاء لإسرائيل لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني, وخاصة في قطاع غزة، فمن سيصوت لصالح القرار يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي عدوان قادم على شعبنا". وأكدت حماس على أن مثل هذا القرار يقوض أسس تفاهمات التهدئة التي تم التوصل اليها برعاية مصرية ودولية، والتي اعتبرناها فرصة مهمة لإنقاذ الأوضاع المأساوية في قطاع غزة بعد حصار ظالم مستمر لأكثر من ١٢ سنة.
مشيرة الى إن هذا القرار يفتح الباب امام تجدد دورة العنف والمواجهة وخروج الأمور عن السيطرة و"نستغرب ان الاتحاد الاوروبي الذي دعم التوصل الى تهدئة ووافقت عليها حركة حماس يتبنى موقفا مناقضا وغير مبرر".
وشددت على ان تمرير هذا القرار يطعن في مصداقية الاتحاد الاوربي سواء في موقفه من قضايا الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال او من القيم التي تبناها والتي تقوم على الحرية والعدل والديمقراطية وحق الشعوب في الدفاع عن نفسها، أو كطرف أساس في دعم تطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال. كما نوهت الى ان القرار الأمريكي يعزز الانحياز الاعمى من قبل الولايات المتحدة لسياسات اسرائيل العدوانية والتوسعية ودعمها في تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني , ويتجاهل القرارات الدولية التي تنص على ضرورة احترام إسرائيل للشرعية الدولية , خاصة وقف استهداف المدنيين وبناء المستوطنات ومصادرة الاراضي وتدمير القرى وتهجير السكان. واشارت الى أن الاحتلال والعدوان المستمر على شعبنا هو الإرهاب بعينه وهو الذي يستحق كل إدانة، بل وبذل كل الجهود لإنهائة في أسرع وقت ممكن استجابة لعشرات القرارات الدولية بالخصوص. وأكدت على ضرورة التمييز بين المقاومة للإحتلال والتي هي حق مشروع، وبين الإرهاب والذي ندينه قولاً وفعلاً، كما ونؤكد حرصنا كجزء أصيل ومقرر في الشعب الفلسطيني، على حرصنا على التعاون مع كل القوى الخيّرة حول العالم لتحقيق الإستقرار في المنطقة. وطالبت حماس الاتحاد الأوروبي برفض القرار المذكور أعلاه وعدم التعاطي مع توجهات الادارة الامريكية المنحازة والمدمرة للإستقرار في المنطقة. خاتمة "كلنا امل ان تتحلوا بالمسئولية العالية باتخاذ القرار الصائب والسليم في تعزيز قيم الحق والعدل ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني".