جمهور جاء ليستمتع بواحدة من أجمل عروض الباليه الكلاسيكية "بحيرة البجع" لشايكوفكسي في افتتاح الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي. ولم يفوت في الوقت نفسه فرصة مشاهدة لقاء ربع النهائي بين المنتخب التونسي ومنتخب مدغشقر في كأس أمم إفريقيا الذي بث على شاشة المسرح.
الأعلام التونسية ترفرف في أرجاء المسرح الروماني بقرطاج. والمنتخب التونسي لم يخذل جمهوره بثلاثة أهداف نظيفة وترشح للمربع الذهبي. كانت لحظات من البهجة ممزوجة بفرحة النصر. الجمهور يهتف لتونس ويتغنى بحياتها. وباليه "سان بيترسبورغ" بعناصره الأربعين يتابع ما يجري في المدارج بالكثير من الدهشة.
فأي جمهور هذا الذي يحب الكرة إلى ذلك الحد ويحب في الوقت نفسه فنا نبيلا وراقيا هو الباليه؟ بفرحة الترشح التونسي للنصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم، انطلق حفل افتتاح الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي بالنشيد الوطني الذي رددته الآلاف بمنتهى الحماس.
ثم انطلق العرض في العاشرة وعشرين دقيقة بحضور الدكتور "محمد زين العابدين" وزير الشؤون الثقافية و"كمال الحاج ساسي" مستشار رئيس الحكومة. وجمهور راق في تفاعله. محب للفن. واع بأن فرصة مشاهدة "بحيرة البجع" لباليه سان بيترسبورغ الذي يعرض للمرة الأولى في إفريقيا لا تتكرر مرتين. بأزيائهم المميزة. بألوانهم التي تبعث على الدفء والحياة. وبحركاتهم الدقيقة والناعمة، قدم باليه "سان بيترسبورغ" عرض "بحيرة البجع".
واحدة من روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية التي ألفها تشايكوفسكي وقدمها مسرح البولشوي لأول مرة سنة 1877 وبعدها قدمتها عديد الفرق الروسية والعالمية وتجاوزت نسخها المعروضة أكثر من مائة نسخة. حافظت "بحيرة البجع" في النسخة التي افتتحت الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي على فصولها الأربعة: قصة الأمير والبجعة الجميلة والساحر الذي يريد منع حبهما، واختار باليه بيترسبورغ نهاية مختلفة عن النسخة الأصلية بانتصار الحب على قوى الشر "أرتام" و"أنستازيا" هما الراقصان الرئيسيان في العرض، وبطلا القصة: أوديت والأمير، وهما من أهم الراقصين في العالم. دقة في حركاتهما.
رقة ونعومة أذهلت جمهور المسرح الروماني بقرطاج في افتتاح الدورة ال55 ليلة الخميس 11 جويلية 2019 ومع اللوحات المتتابعة في الفصول الأربعة لبحيرة البجع، انسابت موسيقى "تشايكوفسكي" عذبة، تسمو بالروح. وهذا الإحساس بعمق الموسيقى التشايكوفسكية ليس غريبا فلا يكاد يذكر اسم "تشايكوفسكي" حتى يتبادر إلى الذهن فوراً بحيرة البجع، أجمل أعماله وأهم روائع العصر الرومانتيكي