بين الخوف والشجاعة, بين الالم والامل, بين الحزن والفرح, بين الحقيقة والوهم بين كل هذه المضادات تحركت الاجساد وضربت الاقدام وتتالت الحركات فكانت استحضارا للتاريخ وتوثيقا لزمن جميل في تاريخ "الحومة العربي" زمن راقصي المزود وخلافاتهم وصراعاتهم وفي الان نفسه قراءة لحياتهم بلغتهم. في عرض "جيل" تجاوز التماهي الجسدي التلقائي لعناصر الباليه الجديد للرقص مع الموسيقى حدود اللغة الضيقة وأوحى بولادة "جيل" بل "اجيال" من الراقصين المحترفين.
الجزء الثاني من السهرة كان مع عرض “ديدون وإيني“ حيث يجتمع مجموعة من الشباب في حلقة يروي فيها كل منهم قصته، أو يعيد تقديم واحدة من شخصيات “ديدون وإيني”: ديدون، إيني، بليندا، الزئبق، الساحرات، أصدقاء “إيني" هدفهم أن يجد كل شاب في نفسه القدرة على أن يقول شيئا ما، أن يتحرر من وطأة شيء ما، أن يذهب أبعد مما تخططه الأقدار أن يمتلك حرية تقرير مصيره. يسائل العرض في لوحة كوريغرافية متسلسلة معنى الحدود الجغرافية ومن خلالها كل التضييقات التي يمارسها المجتمع على الفرد، أو الفرد على الآخر أو على نفسه أحيانا. يأتي “ديدون وإيني” في شكل محاورة فنية وإنسانية تتداخل فيها المشاعر بين الأمل والخيبة، والتحرر والانغلاق. "ديدون وايني" هذه الاسطورة التي تداولتها الانسانية في المسرح والسينما والموسيقى نراها بلغة الجسد تعبر اليوم عن قضايا معاصرة وتلامس احاسيس كل الفئات والاجيال ورغم اوجاعها فهي لا تنسينا ان الحب كفيل بصنع المعجزات.