تونس جميلة حتى في أقسى اللحظات وأكثرها ألما. انطلاقة المهرجان الجديدة كانت مع الفنان المغربي "لارتيست lartiste" الذي تسبق اسمه الكثير من الألقاب والكثير من الشعبية وملايين المشاهدات على اليوتيوب.
وهو وفي لابتسامته، ولطفه، واحترامه للجمهور. لم يغفل عن تقديم تعازيه لتونس في فيديو قبل العرض. كما صعد على ركح المسرح الروماني بقرطاج قبل انطلاق حفله لتقديم التعازي المباشرة لجمهوره والوقوف دقيقة صمت.
هي تفاصيل لكنها تصنع فارقا كبيرا، فالفنان يكتمل بأخلاقه "لارتيست" كان مليئا بحبه لتونس. اختار أن يرتدي لباسا يجمع لوني الراية الوطنية: قميصا أحمر و"سروالا" أبيض.
قدم أغانيه "لايف" مستبعدا آلات التعديل الصوتي "auto tune" أو "البلاي باك". شاركته في الغناء "أوا إيماني" الفنانة الغينية السينغالية التي قدم معها سابقا الfeaturing الأكثر نجاحا في مسيرته "chocolat". ورافقته في العزف عدد من العناصر على آلات الباتري الإلكتريك، الجيتار، السانتاتيزور إضافة إلى "الدي جي" والكلافيي إلكتريك. قدم "لارتيست" حوالي عشرين أغنية تمزج "الراب" ب"الآر أن بي" والبوب مع لمسة مغربية قناوية مميزة.
غنى "peligrossa"، "polygame"، "مايسترو"، "كلاندستينو"، "شوكولا"، "ميال"، "anania"، ولم يبخل على جمهوره التونسي بالجديد، فقدم أغنية "protège moi" للمرة الأولى على ركح المسرح الروماني بقرطاج. والأغنية أشبه بدعاء يتوجه به "لارتيست" إلى الله يدعو بحمايته. وحماية تونس التي قال إنها شامخة لا تسقط أبدا.
غنى "لارتيست" أيضا "hypocrite"، "A bon entendeur"، "مافيوزا"، وكانت خلفية المسرح مشاهد متتالية متحركة وألوانا مبهجة. وكان هو على الركح يغني ويرقص ويسوق للعديد من الرسائل الإيجابية عن حب الوطن، حب العائلة، عن التمسك بالقيم.
كان فنانا واعيا بأن جمهوره من الشباب، وهو بالنسبة إليهم مثالا وعليه أن يكون المثال الجيد وعلى الرغم من تكتمه على حياته الشخصية، إلى أن "لارتيست" للمرة الأولى استقبل طفليه على الركح وقد فعل ذلك اعتزازا بزوجته التونسية بعد العرض، انتظم لقاء صحفي تحدث فيه "لارتيست" عن تجربته ونجاحه في فرنسا مشيرا إلى المحطات الصعبة التي مرت بها مسيرته.
وإصراره على النجاح. كما أشاد بجميع الفنانين المغاربة في فرنسا: سولكينغ، لالجرينو وغيرهما وقال إنه على علاقة جيدة بالجميع ولا يرى أحدا منافسا له، ليس غرورا وإنما طريقة تفكير وعمل التزم بها منذ بداياته إلى اليوم