لكن التجربة تواصلت بعد ذلك كمجموعة متخصصة في "الغوسبال" أنتجت تسع ألبومات وجولاتها لا تتوقف في العالم والغوسبال هو الموسيقى الصوفية المسيحية لكن مجموعة "غوسبال لـ100 صوت" تضم عناصر من ديانات متنوعة: المسيحية، الإسلام، البوذية، الهندوسية. برزت "الغوسبال" في الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثينات وتطورت بعد ذلك.
كانت في البداية تعتمد أساسا على أصوات الجوقة وتصفيق الأيادي قبل أن يتم إدخال الآلات الموسيقية وتتحول الأناشيد الدينية إلى قطع موسيقية مبهجة تراقص السامع على إيقاع ألوان موسيقية متداخلة من الجاز والروك والبوب والريغي....
قبل انطلاق العرض بدقائق قليلة، ومواجهة جمهور ملأ المسرح الروماني بقرطاج، كانت الكواليس تضج ضحكا وغناء ورقصا خفيفا. ثم تجمعت الجوقة في صف طويل بعبايات صفراء اللون، وعم صمت رهيب احتراما للنشيد الوطني التونسي قبل مواجهة الجمهور واعتلاء الركح والجوقة تردد نشيد السلام "« We’ve come to praise » متبوعا بنشيد آخر " Matthieu 28"، ثم أطل "دال بلايد" في أغنية "Whatever you Want" متبوعا بالفنانة "جين كاربنتر" التي غنت ورقصت حافية القدمين، جميلة، مشاكسة. أنشدت عديد الأغاني من بينها "Sweeping"، "This little light of Mine"، " I’m going up Yonder" قبل أن يهتز المسرح الروماني بقرطاج على وقع صوت الكبيرة "تيفاني أندروس" وحضورها الآسر وروحها الجميلة وهي تتغزل بالجمهور بفرنسيتها المتعثرة. كانت تغني بصوت فخم " Amazing grâce"، وترقص بفرح طفولي وهي تخاطب الجمهور تدعوه إلى الاستمتاع بليلة يعلو فيها نشيد الحب والسلام والمعاني الإنسانية الجميلة.
واكتملت السهرة بصعود الفنان الكبير "آل ساندارس" Al Sanders وهو أحد أشهر فناني الغوسبال في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم، اهتز بصوته الاستثنائي المسرح الروماني بقرطاج الذي أظهر جمهوره الكثير من الاحترام لصوته وحضوره المتوهج وهو يشدو بعدد من الأغاني من بينها " When the Saint" مع "ميدلي" رافقته لوحات راقصة تواصلت السهرة على مدى ساعتين ونصف لم يغادر خلالها الجمهور مدارج المسرح الروماني بقرطاج، فقد كانت طبول السلام والمحبة والتآخي تدق في قلب المسرح، وفي قلوب الحاضرين الذين رقصوا بلا انقطاع. تتميز "غوسبال ل100 صوت" بانضباط لافت. فالجوقة بعباياتهم الصفراء في البداية ثم بأزيائهم ناصعة البياض في النصف الثاني من السهرة كانت دقيقة الحركة. لا شيء مرتجل بالنسبة إلى الجوقة. أما الفنانون: "آل ساندارس"، "تيفاني أندروس"، "جين كاربنتر"، و"دال بلايد" فكانوا أكثر عفوية على الركح مع جمهور صاروا يعرفونه جيدا بعد عرضهم العام الماضي على ركح المسرح الروماني بقرطاج