بصوته الدافئ والهادئ استهل محمد محسن سهرته برائعة سيد درويش "اهو دا اللي صار" والتي تفاعل معها الجمهور الى حد التماهي فاعلن على اثرها محمد محسن انه لن يلتزم ببرنامجه بل سيغني ما سيطلبه منه الجمهور المتعطش للطرب الاصيل.
وانطلقت الحكاية بين الفنان الذي تميز بروح الدعابة طوال فقرات الحفل وجمهوره الذي تارة يطلب عناوين لمحمد محسن كاغنيتي "في قلبي مكان" و"حضنك حياة" وتارة اخرى ياخذه الحنين الى روائع الزمن الجميل. وبحضوره الخفيف والراقي على المسرح، وبعفويته التي ميزته استطاع الفنان الشاب أن يأسر الجمهور وفاجئه باغاني تونسية حيث عبر عن عشقه للفنان الهادي الجويني الذي قال إنه كان يحلم بان يغني له في تونس وقدم اغنيتي 'حبي يتبدل يتجدد" و"اليوم قالتلي زين الزين" كما ادى اغنية "يا زين الصحراء" للسيدة نعمة مما زاد في حماس الجمهور الذي صفق له طويلا. روائع اخرى قدمها محمد محسن في سهرة مهرجان الحمامات الدولي ك"مضناك" و"خايف أقول اللي فقلبي" للموسيقار محمد عبد الوهاب، أو "ما تفوتنيش انا وحدي" لسيد مكاوي و"الحشاشين" للشيخ امام قبل أن يختتم سهرة ستبقى عالقة في الذاكرة والوجدان برائعة كوكب الشرق ام كلثوم "اسال روحك".
قبل ان يغادر محمد محسن المسرح طالبه الجمهور باعادة اغنية "الحلوة دي" وشاركه غناءها واعادة ابياتها اكثر من مرة وكانه اراد ان تطول السهرة ولا تنتهي بكلمات الزمن الجميل والحان العباقرة .
كانت ليلة طربية من ليالي الزمن الجميل، سافرفيها المطرب المصري محمد محسن بجمهور مسرح الحمامات إلى عالم الفن والجمال، عالم الكلمة الساحرة واللحن الممتع. الحفل ترك صدى طيب لدى جمهور عاشق للموسيقى العربية الطربية، ولدى فنان شاب تفنن في إهداء جمهوره لحظات ممتعة من الفن الراقي الجميل الهادئ الذي يلامس القلوب ويحرك المشاعر والأحاسيس.
وفي ندوة صحفية عقدها اثر العرض أعرب محمد محسن عن سعادته بوجوده في مهرجان كبير بحجم مهرجان الحمامات الدولي والغناء على مسرحه واضاف انه معتز وفخور بالنهج الفني الذي اختاره، وبأنه يهوى غناء مختلف اللهجات والأنماط الموسيقيىة، وبأنه منفتح على باقي الألوان الأخرى. أما بخصوص المسرح والدراما، فأوضح أنه عندما كان طالبا بالجامعة، كان يشارك في مسرحيات غنائية فيما انضم بعد ذلك الى المسرح القومي اين تعلم الكثير عن الفنان الكبير يحي الفخراني . واكد في االختام ان لديه مشاريع فنية تربطه بتونس في المستقبل القريب .