وظهرت فيها حركات فكرية مستنيرة وبرز فيها الأدباء والشعراء والموسيقيين راوحت احداث المسرحية بين مشاهد الحومة العربي وحوارات ازقتها من باب سويقة والحلفاوين والحفصية وبين فنانات طبعن تلك الفترة باصواتهن وجمالهن كحبيبة مسيكة وفتحية خيري وشافية رشدي وحسيبة رشدي هذه الحركة الفنية رافقتها حركة فكرية وبرزت فيها مجموعة "تحت السور" الذين لقبوا ب"عسكر الليل" نظرا لمقاومتهم للاستعمار بالادب والفن والشعر ويجتمعون ليلا للغناء والدردشة فيحولون سكون الليل وعتمته إلى حياة ونور اكثر من عشرين عنصرا على الركح بين ممثلين ومغنين وراقصين جسدوا اجواء اخر العشرينات من القرن الماضي وحتى بدايات الثلاثينات تلى احداثها "عسكر الليل" وهم عبد الرزاق كارباكا، عبد العزيز العروي، علي الدّوعاجي، الهادي العبيدي، محمود بورقيبة، مصطفى خريّف، جلال الدين النقاش وجمال الدين بوسنينة واللذين سمّوا أنفسهم “كبانية البراشن”
كم قدمت المسرحية ست عشرة اغنية لفنانات تلك الفترة اتقنت اداءها كل من “منجية الصفاقسي”، “سماح الأندلسي”، “مهر همامي”، و”نورس زميط” ك"على باب دارك" و"الربيع منور" وعلى سرير النوم دلعني" لحبيبة مسيكة فيما ادت المجموعة لفتحية خيري "خاتم حبيبتي" و"كحلة الأهداب" ولشافية رشدي، استمع الجمهور ل "شيري حبيتك" و"يا قلبي زايد تشكي". وأما للفنانة حسيبة رشدي فكانت أغاني "سير يا لزرق سير" و"العشاقة" و"محلاها تذبيلة عينك" شارك في التمثيل كذلك كل من خالد هويسة في دور عبد العزيز العروي، فتحي المسلماني في دورعلي الدوعاجي و محمد سعيد في دورعبد الرزاق كارباكا وسهيل عبد الجواد في دور جمال الدين بوسنينة إلى جانب توفيق البحري وغيرهم فيما اشرف على الجانب الموسيقي نور الدين بن عائشة المسرحية الغنائية "عسكر الليل" سافرت بجمهور الحمامات الى فترة طبعت تاريخ تونس الادبي والموسيقي ولكنها ايضا رسالة الى كل التونسيين بان الفن والموسيقى سلاحين قويين ضد التخلف والرجعية