في أجواء احتفالية بحضور أحباء الفن الرابع من مبدعين وجمهور انطلقت فعاليات افتتاح الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي لتتواصل فعالياتها إلى غاية يوم 16 نوفمبر 2019 يجوب خلالها جميع الولايات في إطار دعم اللامركزية الثقافية التي انتهجتها وزارة الشؤون الثقافية إيمانا منها بأن الثقافة والفنون حق الجميع في كل مكان وهذا ما أكده السيد "عبد الحليم المسعودي" ممثل وزارة الشؤون الثقافية في كلمة الافتتاح مقرا بأن هذا المهرجان هو اعتراف بجهود المبدعين في الفن الرابع وفرصة للاحتفاء بهم والمهرجان هو أيضا تواصل للاحتفال بالموسم الثقافي التونسي تمهيدا لاحتضان تونس اللدورة الواحدة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية حتى لا ينقطع المسرح عن الحياة الثقافية، كما شدّد "المسعودي" على أن فلسفة المهرجان ليست اعادة لتظاهرة اسبوع المسرح التونسي وان غاية الوزارة في دعم هذا المهرجان وتمويله هو سيادي بامتياز لرفضها تدخل الهيئة العربية للمسرح في تمويل مهرجانات مسرحية تونسية وتنظيمها .
ولم يكن اختيار مدينة الكاف اعتباطيا بل كان لمسة وفاء إلى روح الممثل المسرحي الراحل "المنصف السويسي" أول مؤسس للفرقة الجهوية بالكاف سنة 1967 الذي تتلمذ على يده جلّ المبدعين والممثلين ومنها انطلقت الفرق الجهوية لتشمل يقية الولايات وباعتبارها أيضا رائدة في نشأة التنمية الجهوية للمسرح وذاكرة مؤسسها. وتضمن برنامج حفل الافتتاح شريط فيديو بعنوان "مرّوا من هنا" لمسة وفاء لكل من مروا بالفرقة الجهوية بالكاف وتم بالمناسبة تكريم بعضهم اعترافا بما قدموه للمسرح التونسي حيث تمّ تكريم كل من المرحوم" المنصف السويسي"، "كمال العلاوي"، "الصادق الماجري"، "لمين النهدي"، "رياض النهدي"، "معز حمزة"، "لزهاري السباعي"، " المنجي الورفلي"، " ناجية الورغي"، "محمد توفيق الخلفاوي"، لسعد بن عبد الله" و" المنصف الصايم".
كما شمل الحفل العديد من الفقرات الموسيقية والارتجاليات المسرحية من تقديم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف "إن الغاية من هذا المهرجان هي إعادة الحياة للمسرح التونسي للالتقاء والحوار وتبادل الأفكار" بهذه الكلمات انطلقت الندوة الصحفية التي سبقت حفل الافتتاح للسيد "محمد مسعود إدريس" مدير المهرجان الوطني للمسرح التونسي الذي أكد أن الهدف من المهرجان هو تسليط الضوء على خصوصية الجهات في إدارة الشأن المسرحي ودخول المسرح في التنمية المركزية خاصة أنه شريك استراتيجي في النهوض بالحياة الاجتماعية من خلال المدارس، السجون، تنشيط الشوارع والمقاهي والمجتمع المدني. وأشار السيد 'إدريس " إلى انه سيتم عرض حوالي 200 عرضا مسرحيا في الجهات إضافة إلى المسابقات وتخصيص جوائز مالية هامة للمتوجين كما سيتم تنظيم 11 ندوة فكرية دون التغافل عن التنشيط المستمر للشوارع طيلة أيام المهرجان الذي تحتضنه مدينة الكاف من 20 الى 22 سبتمبر 2019 لتجوب بعدها كامل تراب الجمهورية. واعتبر "عماد المديوني" مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف أن هذا المهرجان مواصلة للحلم والتأسيس حتى تبقى تونس رائدة في هذا المجال لأنها الدولة الوحيدة التي تضم 24 مركزا للفنون الدرامية الركحية ولا منافس لها في هذا المجال وفق تعبيره. يذكر أن فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي تتواصل الى غاية 16 نوفمبر 2019 في جولة تشمل كامل ولايات الجمهورية ليكون مسك الختام بمدينة الثقافة.