لكل زمان شهرياره، ولكل وقت شهرزاده، شهريار لم يتغير حتى بعد خروجه من عوالم ألف ليلة وليلة، فظل نهما إلى الجنس والحكايات المشوقة والتفاصيل التي تدغدغ جسده دون فكره، شهريار الحكايات الخيالية ذاته شهريار الواقع رجل ذكوري ومتسلط يرى انه صاحب الحق وصاحب المبدأ وحده من يستطيع التفكير وتقرير مصير الآخرين وعلى الرّكح يجسد الطاهر الرضواني شخصية شهريار فيجمع الضحكة بالشجن ويتماهى مع تفاصيل الشخصية ليكشف متناقضاتها وتفاصيلها. أما شهرزاد التي جسدتها عبير صميدي فمتلونة ومتغيرةّ، هي غير ثابتة وهل يمكن تصنيف المرأة في خانة ما، شهرزاد منذ كتاب ألف ليلة وليلة وهي حية تعج بدماء الحياة والتمرد، شهرزاد الحكاية جعلت السلطان سجين قصصها وحكاياها، لذلك خلدت ودخلت التاريخ وقلب السلطان المتعطش للدماء، أما شهرزاد بقية العصور فقد دخلت أبواب التاريخ بالتمرد بالعمل بالحلم وبقدرتها على افتكاك حريتها، شهرزاد نراها على الركح متحولة غير ثابتة كفكرة ترفض السجن، شهرزاد نجدها المرأة الحالمة و المرأة العاملة التي تجمع القوارير وتسهر لرعاية أبنائها وتعليمهم، شهرزاد هي والام ، الاخت والحبيبة، شهرزاد هي الثائرة حاملة السلاح "كتف كتف مع الرجل"، شهرزاد هي التي خاضت الحروب دون ان تعرف سببها، شهرزاد فكرة و"الفكرة ماتموتش".
في "عروسة البازار" جمعت المخرجة بين السخرية والنقد، من الإضحاك انطلقت لنقد شخصية الرجل العربي المتسلط وتنقد رؤية المجتمع للمرأة وقد انتصرت بعملها الى المرأة الحالمة، ناصرت حقها في الحب واختيار مستقبلها وحاضرها، ناصرتها لتبدع لتنعتق وتكسر كل القيود التي يحاول شهريار منذ غابر الأزمان تقييدها من خلالها، استطاعت تجاوز كل الجدران المظلمة لتصرخ ان المرأة ليست جسد ولا جنس، المرأة وطن، المرأة حب، المرأة فكرة وثورة والمرأة كيان له الحق في القرار مثل الرجل.