والمسرحية تقدمية بانحيازها لتيار فلسفي وسياسي وثقافي كوني يهتم بالبيئة الطبيعة انحيازا جديا لا بروتوكوليا "كإكسسوار" مزيف للحداثة. خرافة العمل هي الخرافة الأولى التي شهدتها البشرية والتي أثرت على مسار الإنسانية جمعاء: إنها خرافة آدم وحواء والشجرة المقدسة. تدور أحداث المسرحية في فلك الشجرة المقدسة فهي "أم البدايات" و"أم النهايات" منها تنطلق رحلة البطل والبطلة وأمامها تنتهي... على الركح يقف ممثلون في انضباط استثنائي يخططون لاقتلاع الشجرة ويملئون المكان أكياسا بلاستيكية ويتفقون على تشييد تمثال ذهبي أو صنم عملاق يحتل المكان ..
وفعل التشييد هذا هو في واقع الأمر فعل سياسي سخيف يتناقض مع المحيط الذي نشأ فيه وأثر بالسلب على البيئة الطبيعية "ودنّسها" رغم تهليل الجماعة على الخشبة ورغم مدح أغلبهم للتمثال . وحينما نظن أن العمل شارف على النهاية يأتي الحل على الخشبة بمشاهد عكسية تزيل فعل "تدنيس" الطبيعة فنشاهد في تقنية بديعة أثار التلوث تختفي من الركح ويعود الدخان والهواء الملوث إلى المضخات التي خرج منها...
وتغوص هنا المسرحية في عالم "افتراضي " عجيب بواسطة تقنيات العرض الحديثة .. يعود العالم في لحظات عكسية إلى الوراء ويغرس البطل "الشجرة المقدسة" من جديد وقبلها يغرس البطلة مكان الشجرة لتهيأ المكان وحينما تنتشر أجواء الفرحة وسط المجموعة العابثة على الركح يتردد سؤال خطير : ماذا لو وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ ماذا لو دمرنا التلوث واندثرنا بسبب الاستهزاء بالمسائل الايكولوجية ؟ أم أننا منذرون لقدر آخر؟