وبما أنهما ممنوعان من الحركة يتجذبان أطراف الحديث حول هذا الخطر الذي يواجهانه في كل حين ويتفرع الكلام إلى خصوصية العلاقة بينهما ويتفطنان إلى نقاط الاختلاف والنقاط المشتركة بينهما . هل هو لغم حقيقي أم لغم رمزي ؟ تختلط المعاني ويشوب الغموض حوار الشخصيات ثم يحملنا النقاش إلى مضامين سياسية ونفهم أن الحوار الكوميدي الساخر ينتقد الممارسات الديمقراطية في البلدان التي لا تؤمن بالحرية .
يصبح حديث الزوجة مع زوجها وكأنه مناظرة مشهدية بين الشعب والحكومة والملاحظ أن الحوار كتب بلغة مكثفة رشيقة تبلغ المعاني باعتماد الكوميديا السوداء وساهمت الإنارة الذكية في إبراز ملامح وتعابير الوجه وساعدت اختيارات الإنارة في تبليغ معاني السخرية والازدراء والحب والنفور ,, .
وحينما يشتد صراع الشخصيات ونظن انهما مختلفان الى حد التناقض يصبح الحديث بينهما فجأة عاطفيا ونفهم ان الوفاق بينهما كان بعد رحيل الزوجة أي ان الانفصال محال بين الزوجين مهما كان الخلاف بينهما فقد جلس الزوج امام قبر زوجته يواصل حديثه معها وكأنها لم ترحل الى عالم اخر . هذه العلاقة المركبة التي تجمع الحب بالتناقض والثورة بالعاطفة تذكرنا بحديث ميشال فوكو عن العلاقة العاطفية والارتباط الابوي بين الحاكم والمحكوم وبين المتسلط والخاضع للسلطة مهما كابرنا ومهما تجاهلنا هذا الشعور “لغم أرضي “ مسرحية تختصر تلك العلاقة المشتهاة والمرفوضة في ان واحد ,, تختزل تناقضنا و تخترق عوالم النفس المظلمة ,, هناك حيث يقيم الضد في مملكة الرفض والتعالي ونرجسية الانسان , اللغم الارضي اذن هو لغم نفسي يفصلنا عن احلامنا و يشل حركتنا والمضي نحو المستقبل بخطى ثابتة ,