والمسرحية من إنتاج دار السندباد بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، ومن تمثيل يحيى فايدي ونادر بلعيد وأنس همامي ومروان ميساوي وصالح الظاهري ومروان الشارني. و"دولاب" تروي قصة رجل في الخمسينيات من العمر يعمل في مجال التهريب وتتسم علاقته بعائلته بالتور لقضائه عقدا ونصف في السجن وفي المقابل علاقته وطيدة بصديق تعرّف عليه في الزنزانات.
والمخرج يعالج في هذه المسرحية قضية التهريب والفساد في الدولة ويسقطها على عائلة "جبريل" الذي جسّد أعلى السلطة فيما بدت بقية الشخصيات انعكاسا للمجتمع بمشاربه المختلفة.
والعائلة في مسرحية " دولاب" انعكاس للدولة التي تتشتت وتنهار إذا ما أصابت علة مجالا حيويا على غرار الاقتصاد والفكر، فالعائلة بما هي انعكاس للعائلة تأثرت سلبا بانخراط الأب في التهريب والفساد وتداعت العلاقة داخلها نتيجة للاختلافات الاديولوجية والفكرية. وفي هذا العمل المسرحي تخلق الام التوازن من جديد في كل مرة، وكأنها القانون أو ربّما العرف الذي يتفق حوله الجمع ويتراجعون عن السبل التي كانوا يمضون فيها ويتباعدون فيتلاشى مفهوم الترابط الأسري.
أب قاس لا يجيد سياسة الحوار، ويفرض رأيه بالعنف، دكتاتور لا وجود للديمقراطية في قاموسه، وأخوه لا يختلف عنه كثيرا في الطباع ولكن ميوله اخرى فهو متشدّد ديني، وبين سطوة الأب وغطرسة العم يحاول شابان تحسس طريقهما وتحقيق أحلامهما. رغبة الشابان في شق طريقهما في عالم الفن والرياضة قوبلت بالصد من الأب والعم، صراعات بين جيلين وبين أفكار وطباع لا تلتقي على قاعدة الحوار، وهي انعكاسات لصراعات عدة داخل المجتمع التونسي أساسها الاختلافات الفكرية والاديولوجية.
وعلى الركح تظافرت الإنارة والموسيقى والمتممات الركحية لتعبر عن القضايا التي طرحها العرض، وامتدت ممرات ضوئية تنبثق منها حبال علقت فيها صناديق في إحالة إلى ظاهرة التهريب، وهي سينوغرافيا وظّفها المخرج في مشاهد أخرى ليعكس التشتت بين العائلة من خلال الظل الذي أوجده بتعليق ستائر بيضاء على الحبال.