إنطلقت فعاليات اليوم الثاني من الندوة الدورية للمندوبين الجهويين للشؤون الثقافية " الثقافة و الادماج الاجتماعي والمجالي والاقتصادي" و التي خصصتها المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية للنقاش حول واقع المهرجانات الدولية من إيجابيات والصعوبات التي تعترضهم و الاستفادة من تجارب و خبرات بعضهم البعض.
البداية كانت مع السيدة ربيعة بن فقيرة المشرفة العامة على هذه الندوة التي رحبت بالحضور واصفة هذا اليوم بالمميز حيث نجح في لمّ شمل أغلب العاملين في الحقل الثقافي من مكونات المجتمع المدني و الكفاءات من محللين و خبراء دوليين في القطاع الثقافي بهدف تحقيق الإضافة والخروج بأفكار ومقترحات جديدة من شانها أن تساهم في تطوير المهرجانات الدولية وتحقيق الإشعاع العربي و العالمي قبل أن تفسح المجال للسيد يوسف الاشخم المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات و التظاهرات الثقافية والفنية لتقديم مداخلته.
"اكتشفنا يوم أمس من خلال مداخلات الخبراء الدوليين و المختصين في القطاع الثقافي ما كان غائبا عنا في طريقة عمل وزارة الشؤون الثقافية حيث قدموا لنا طرق عمل جديدة سنعمل جاهدين العمل عليها مستقبلا من أجل النهوض بالقطاع الثقافي و تحقيق الأهداف المنشودة " بهذه الكلمات استهل السيد يوسف الأشخم المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات و التظاهرات الثقافية والفنية مداخلته حول مشروع دعم المجال الثقافي التونسي حيث قدم بسطة عن المؤسسة الوطنية التي أحدثت بمقتضى الأمر عــدد 733 لــسنة 2014 المــؤرخ فــي 16 جــانفي 2014 لتكون مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية تتمتع بالاستقلالية الإدارية والمالية ولها مهام مركزة و محددة، و طريقة عملها في تنمية التظاهرات الثقافية والفنية وخاصة المهرجانات الدولية. وفي مداخلته أكدّ السيد يوسف الاشخم على أن عمل المؤسسة ليس الإصلاح بل مقاربة المهرجانات انطلاقا من دورها في السياسة الثقافية وهو الدور الأساسي الذي تلعبه و الذي اعتبره دورا كبيرا وذو عمق في مساندة ومعاضدة المهرجانات الكبرى وليس ذو دور رقابي.
كما تحدث السيد يوسف الاشخم عن النقائص و الصعوبات التي تعترض المؤسسة منها التنظيم و المديونية مشيرا إلى أن المؤسسة تعمل على غلق باب المديونية و تفعيل آليات التنظيم وهو ما اعتبره بالأمر ليس بالهين وفق تعبيره. كما لم ينس أن يقدّم جزيل الشكر لمشروع " تفنن " الذي قدم كل المساندة لهذا المشروع وفي التعاون مع المجتمع المدني والناشطين في القطاع الثقافي .
وبعد الكلمة الافتتاحية انطلقت الحصة الأولى من أشغال اليوم الثاني للندوة بورشة حول الصعوبات والعراقيل والتي قدم من خلالها كل المشاركين أفكارهم و مقترحاتهم حول المشاكل اللوجستية والمادية التي تعترضهم و تقديم نقاط القوة والتحسين من أجل النهوض بالمهرجانات قبل أن يقدم السيد يوسف الأشخم الإجابات الضافية حول كل التساؤلات. أما على مستوى الأهداف فقد توزعت على ثلاث فترات حيث أكد السيد الأشخم أن الهدف على المدى القريب هو إعادة تنظيم المهرجانات إلى دائرة تنطبق فيها أسس اقتصادية تهدف جميعها إلى تطوير نسبة النمو بالاعتماد على قواعد توازن بين الصالح العام والخاص و تراتيب تجارية وجبائية ومالية. على المستوى المتوسط فتتمثل الأهداف في رقمنة التصرف والتعاون والتواصل مع المهرجانات اللامركزية، التأسيس لعلاقة بحث وتطوير مع الجامعات، تنظيم و ترشيد العلاقة بين الجهة المانحة و الجهة المنتفعة بالمنحة، تأسيس أكاديمية وطنية للتكوين في جميع اختصاصات ومتطلبات تنظيم المهرجانات و تكوين الشبكات والبرمجة وطنيا و دوليا والدبلوماسية الثقافية.
أما على المستوى البعيد تتمثل الأهداف في تحقيق إشعاع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية الراجعة بالنظر للمؤسسة والتعريف بها وطنيا ودوليا باعتماد الخطط والوسائل المناسبة للتسويق والاتصال، تكريس اللامركزية الثقافية وذلك بتطوير صيغ التعاون والشراكة مع المندوبيات الجهوية للثقافة والمؤسسات والهياكل الثقافية العاملة في المستويين الجهوي والمحلي، رصد تطور صيغ تنظيم المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وطنيا ودوليا ودراستها وإبداء الرأي بشأنها، المساهمة في متابعة المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية التي تشرف عليها المؤسسة وتقييمها من النواحي الثقافية والفنية و تقديم المقترحات والتصورات الرامية إلى الارتقاء بالجودة الفنية للمهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وبالأدوار الموكولة لها وإلى تطوير إشعاعها وطنيا ودوليا.
أما في الجلسة الثانية من الحصة الصباحية تطرّق السيد يوسف الاشخم لموضوع كراس الشروط الخاصة بالمهرجانات الدولية و ضوابطها التي تنص أهم قوانينها على تكوين الهيئة المديرة ،إطلاق تفكير تشاركي حول أهداف المهرجان العامة ، تقديم محاور رؤيته الشاملة لمدة ثلاث سنوات ،التوقيع على اتفاقية مدتها ثلاث سنوات تتعلق بالأهداف والإمكانيات تكون موضوع تقييم من المؤسسة ، تعهد المهرجان بإجراء تقييم ذاتي سنوي متعلق بكل الأقسام المتصلة بتنظيمه، تعهد المهرجان بتقديم تقرير شامل، في أجل أقصاه 60 يوما بعد انتهاء الدورة، كما يتعهد المهرجان بتقديم استمارة معطيات المهرجان التابعة للمؤسسة. ثم اختتمت الجلسة الأولى بتقديم أعمال ورشات العمل حول أهم مكونات كراس الشروط و تطبيقها التي قدمها المشاركون في الندوة.