ثقافة

تأثير الفن الفلسطيني في إسرائيل

ذانيوز اونلاين// ستشهد بوابات أم الفحم، شمال إسرائيل، إفتتاح أول متحف عربي خلال السنوات المقبلة، وبهذا سيتم تحقيق المراد للفنان التشكيلي ومدير صالة العرض للفنون بالمدينة، سعيد أبو شقرة، والذي جعل مجال الثقافة بفضل المشروع في متناول السكان العرب، كما ساهم في خلق فضاء للقاء مختلف اليهود والعرب على المستوى الدولي.

إنطلق مشوار سعيد أبو شقرة، كضابط شرطة مسؤول عن الجانحين، لكنه سرعان ما اكتشف أن تغيير مساره المهني هو القرار الأنسب له، ليلتحق بالمجال الذي تألق فيه شقيقه وليد، الذي يعتبر من بين الشخصيات البازرة في الفن الفلسطيني، والذي توفي قبل سنتين.

وصرح سعيد لـ i24NEWS، "بدأت دراسة الفن في تل أبيب، عندما كان عمري 20 عامًا، وكانت والدتي أكبر مصدر إلهام لي، كنا نعيش في ظل نظام عسكري ولا يتوفر لنا الأكل في بعض الأحيان، لكنني أتذكر الحب والعطف الذي منحته لنا، والذي شكل نقطة تأثير كبيرة على حياتي".

أول صالة العرض للفنون العربية في إسرائيل

حقق سعيد أحد أحلامه، في عام 1996، عندما بنى أول صالة عرض للفنون العربية في أم الفحم، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة وتقع على بعد كيلومترات قليلة من حيفا.

وقال سعيد لـ i24NEWS، "لم تكن لدينا الميزانية لهذا المشروع، لكنني تذكرت بأن قوة الإرادة والعاطفة تكفيان للنجاح" مضيفا "كان من السهل علي أن أقول إن إسرائيل مذنبة وبأنها لم تمنحنا الميزانية الكافية"، لكن والدي كان دائما يقول لي:"لا تشكو وتحمل المسؤولية و تحقق من جانبك أولاً، واكتشفت بعدها أنني حقا لم أفعل ما يكفي لتغيير هذا الواقع".

وبعد ثلاث سنوات من افتتاحه، عرضت الفنانة اليابانية الشهيرة يوكو أونو أعمالها هناك، كما حصل المعرض على العديد من الجوائز، بما في ذلك وسام جوقة الشرف في عام 2012.

تبسيط الثقافة

لم يكتفي سعيد بنجاح معرضه فقط، بل اتخد خطوات جديدة لبناء أول متحف عربي للفن المعاصر في أم الفحم، منذ حوالي عشر سنوات، وتم إختيار ثلاثة مهندسين من أصل 49 مهندسًا معماريًا تم التواصل معهم، من أجل تطوير المبنى بتصميم ومظهر مستقبلي.

وأكد سعيد لـ i24NEWS، " نحو 60٪ من سكان المدينة هم من الفقراء، لذلك قررت أن أتيح مجال لهؤلاء السكان للتقرب من الفن، المتحف يمثل النخبة، وهم يخجلون من المجيء إليه خوفا من تعرضهم للرفض، و هدفي هو أن أجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا غرباء".

فن توحيد الشعوب

أنشأ سعيد عدة معارض مؤقتة نظمها في المنزل، وذلك من أجل إثارة اهتمام السكان العرب بالمجال الفني، معتقدا أنه سيكون من الأسهل تعريفهم بالثقافة في بيئة حميمة.

قال سعيد أبو شقرة: "من خلال تقديم الفن إلى السكان المحليين، تمكنت من تعريفهم بعالم الفنانين العرب واليهود، فقد عرضوا أعمالهم في منازل مختلفة، مما سمح للسكان بالالتقاء و تبادل موضوع مشترك". Caroline Haïat Caroline Haïatعمل الفنانة الإسرائيلية ميشا أولمان "زجاج 2014" ، المعروض في صالة أم الفحم للفنون

ويرى أن جوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في حقيقة أن الشعوب لا تعرف بعضها البعض بشكل كافٍ. لذلك يعتبرها فرصة لتحطيم الأفكاراً النمطيّة وإقامة الحوار الحقيقي.

شجرة الزيتون والصبار رمزا للفن الفلسطيني

قالت المرشدة السياحية في إسرائيل، ميريام كادوش لـ i24NEWS، إن "شجرة الزيتون في إسرائيل، تعتبر رمزًا اقتصاديًا مهمًا جدًا لليهود والعرب. كما يُصنع الصابون في الأراضي الفلسطينية من زيت الزيتون وهو مصدر دخل مهم، أما قطف الزيتون فهو تقليد قديم جدًا وبارز في المنطقة الفلسطينية"، مؤكدة أن "شجرة الزيتون ترمز أيضًا إلى الانتماء إلى التربة".

وأضافت ميريام كادوش، "يتم تمثيل نبات الصبار بشكل أساسي في أعمال الفنانين الإسرائيليين والفلسطينيين".

ويعد عاصم أبو شقرة، ابن عم سعيد ووليد، أول من دخل الى الفن الإسرائيلي، مستخدمًا نبات الصبار للتعبير عن مشاركته بين هويته الفلسطينية وجنسيته الإسرائيلية. الصبار اقتلع من جذوره. وزُرعت في إناء ، مما يدل على أنه قد تم تدجينها وهيمنتها .

الخط في الفن الفلسطيني

ومن جهته قال الخطاط، محمد كلش لـ i24NEWS، "في الأصل ، أنا نجار. أصنع أعمالي باستخدام تقنية أوروبية متقدمة وأضيف إليها عناصر تشكل جزءًا من الثقافة الإسلامية. وبالتالي ، فإن خصوصية أعمالي ترتكز على هذه الازدواجية بين الحديث والحرفي ، و الطابع الشرقي "، مشيرا، "أستخدم الجذر لأنه خاص جدًا وحيوي. نلاحظ الفروق الدقيقة في اللون والملمس هناك ، بينما في الجذع يكون أكثر تجانسًا. أعمل من الهندسة والعناصر العضوية والخط".

يشار إلى أن محمد كلش، خطاط، بعد دراسته الفن في تل أبيب والتدريس في الناصرة ، قام بعدة رحلات إلى أوروبا كانت مصدر إلهام لمسيرته المهنية، و يعيش حاليا في كفرقرع بشمال إسرائيل، كما تهتم المؤسسات والجامعات الكبيرة بإبداعاته بشكل خاص،

يذكر أنه في غضون الأشهر المقبلة، سيتم تنظيم معرض غير مسبوق للثقافة العربية بالتعاون مع الكنيست ومتحف الفن الإسلامي في القدس والذي سينظم داخل مبنى البرلمان الاسرائيلي.