ومنذ أن أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد عن اتخاذه للإجراءات الاستثنائية يوم الخامس والعشرين من شهر يوليو2021 والتي تضمنت تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن كل الأعضاء وتقديم رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي باستقالته ، دخلت الساحة السياسية فى تونس مُنعرجا سياسيا خطيرا، حيث رفض عدد من الأحزاب التونسية، وفي مقدمتها حزب "حركة النهضة" الإسلامي بزعامة الشيخ راشد الغنوشي وكذلك حزب "قلب تونس" الذي يتزعمه رجل الأعمال نبيل القروي، المُعتقل حاليا فى الجزائر بسبب تجاوزه الحدود التونسية الجزائرية سراً، بالإضافة إلي حزب "ائتلاف الكرامةّ والذي يترأسه سيف الدين مخلوف، إلي جانب عدد من الشخصيات السياسية من أبرزها رئيس الجمهورية السابق، منصف المرزوقي، وحمّه الهمامي.
فيما أيد عدد من الأحزاب التونسية الإجراءات التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد ومن بينها "حركة الشعب" التي يتزعمها السياسي زهير المغزاوي وكذلك حزب "التيار الشعبي" الذي يتزعمه السياسي زهير حمدي بالإضافة الى تيار شعبي جارف من جموع الشعب التونسي وخاصة الشباب منهم والذين خرجوا في مظاهرات عارمة في كافة المحافظات التونسية وهاجموا فيها مقرات حركة النهضة .
اما بالنسبة للمنظمات النقابية وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، فقد أيدت ما قام به الرئيس سعيّد، الا انها طالبته بالإسراع في إعلان خارطة طريق وتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن .
ما بين تاريخ إعلان الرئيس قيس سعيد للإجراءات الاستثنائية بناء علي الفصل 80 من الدستور التونسي وتعزيزه بالاستناد إلي الفصل رقم 117 من الدستور التونسي ، شهد الشارع التونسي مظاهرات أسبوعية يومي السبت والاحد منها المؤيد لقرارات الرئيس قيس سعيد ومنها الرافض للقرارات الاستثنائية وصولا الي اليوم الاثنين الحادي عشر من شهر أكتوبر2021 الذي شهد خروج الحكومة التونسية إلي النور برئاسة السيدة نجلاء بودن والتي تعد اول رئيسة حكومة فى الوطن العربي إلى جانب تولي 9 سيدات لعدد من الوزارات من بينها وزارة سيادية هي وزارات العدل، المالية، التجارة والصناعة والتجهيز، البيئة، المرأه، والثقافة إلى جانب كاتبة دولة لدي وزير الخارجية عثمان الجرندي الذي يعد الوزير الوحيد الذي احتفظ بحقيبته من الوزارة الماضية، وكذلك وزير الداخلية توفيق شرف الدين العائد إلي قيادة الداخلية بعد أن كان رئيس الحكومة السابق المشيشي قد اقاله منذ عدة شهور .
وفى انتظار ردود الأفعال علي الاعلان عن تشكيلة حكومة بودون وأداء اليمين الدستوري امام الرئيس قيس سعيد وهو ما يعني نيلها للثقة ، هناك العديد من الملفات العاجلة التي تنتظر حلولا عاجلة وخاصة الوضع الاقتصادي المقلق لعامة الشعب التونسي.
طاهر الشيخ