ملامح فى الأزمة الأوكرانية

ذانيوز أونلاين// تابعتُ خلال الأيام الماضية تطورات الأزمة الأوكرانية على كافة الأصعدة، سواءً على الصعيد الأوروبي ومِن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية وذيلها بريطانيا، التى هربت من عضوية الاتحاد الأوروبي لتعرقل مسيرته وتتأمر عليه وعلى استقراره، وبالطبع من الجهة المقابلة الاتحاد الروسي وحلفائه وفى مقدمتهم الصين.

و بالتمعُن عن قرب فى الأزمة الحالية التي تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية هذا القرن منذ وصول الصقور إلي حكم البيت الأبيض (يرجى مراجعة كتاب صِدام الحضارات لِ صموئيل هيبنغتون) سوف نجد ما معناه انه من الضروري تفجير الأوضاع فى أوكرانيا ل أشغال روسيا حتى تكف يدها عن التدخل فى الشرق الأوسط(سوريا وليبيا) أبسط مثال على ذلك، بالإضافة الى تحجيم دور روسيا فى أوروبا ومنعها من ضخ الغاز الروسي قليل التكلفة إلى أوروبا عبر أنبوب ستريم 1 و2 ، والاستعاضة عنه بالغاز الصخري القادم من الولايات المتحدة الأمريكية عبر الناقلات البحرية العملاقة وهو مُكلِّف جداً وسعره غالي مرتفع وهو ماترفضه بعض الدول الأوروبية بالرغم من الضغوط الأمريكية.

و سعياً من الولايات المتحدة الامريكية الى تصعيد وتسخين الاوضاع، اعلنت اوكرانيا عن نيتها بالانضمام الي حلف الناتو وهو ما اعتبرته روسيا تهديدا مباشرا لها، حيث ستصبح صواريخ الناتو علي حدود روسيا، ومن هنا قامت روسيا بحشود عسكرية على حدودها مع اوكرانيا وتصعيد الازمة من جانبها والتهديد بوقف إمداد اوروبا بالغاز، كما انها وقّعَت اتفاقية هامة جدا مع الصين لزيادة تزويدها بالغاز لمدة ثلاثين عاما قادمة.

ومن هنا وفي ظل هذا التصعيد من الطرفين يرى العديد من المراقبين والمتابعين ان الحرب بين الطرفين قد اوشكت ودقت طبولها، ولكنني وبمراقبة التصريحات المنطلقة من كافة الاتجاهات، أرى ان الطرفين يُصعِدان للوصول الي حافة الهاوية، دون الانزلاق عنها والدخول في مواجهة سيكون الخاسر الاكبر فيها هو اوروبا التي ستكون مسرحا لها وكذلك اوكرانيا، بينما ستكون الولايات المتحدة الامريكية في منأى عنها بسبب بُعدها الجغرافي وكذلك حليفتها بريطانيا الباحثة عن الحرب ولو من خرم ابرة، لاهداف عديدة .

في نهاية المطاف، اكاد أجزم ان الحرب ليست وشيكة وان اوكرانيا سوف تتراجع عن الانضمام الي حلف الناتو، وان الغاز الروسي سيعود الي التدفق الي اوروبا عبر انبوب ستريم واحد، في انتظار تدشين انبوب ستريم 2، بعد انقشاق شبح الحرب، ولكن هل معني ذلك ان المواجهات قد توقفت ؟ بالطبع لا، انها معركة في سلسلة مواجهات لن تتوقف وصراع مستمر في ظل نظام دولي تتشكل ملامحة علي صفيح ملتهب.

طاهر الشيخ