روسيا، أوكرانيا، أمريكا ؟

ذانيوز أونلاين// في عِزّ هذآ الصقيع والثلوج التى تحاصر أوروبا الغربية والشرقية ومنها أوكرانيا وبعد أن وصلت الأزمة إلى حافة الهاوية والانهيار بسبب التقارير المخابراتية الأمريكية والبريطانية الفاضحة ، كشَّرَ الدب الروسي عن أنيابه، ليصنع أمامنا نظاماً دولياً جديداً مُتعدِّد الأقطاب.

وفي ظل التصعيد الأمريكي البريطاني والذى يسحب ويجُر مِن خلفِه أوروبا المهددة بانقطاع إمدادات الغاز الروسي، والتى تذكرنا بوقف البترول العربي إبّان حرب أكتوبر، يظهر لنا الرئيس الروسي بوتين مُسيطرا على شاشات العالم ليعلن وبكل هدوء وتروي وبجرّة قلم برّاق عن إِعتراف روسيا بدولتين جديدتين و يجلس عن يمنيه رئيسي الدولتين لوجانسك ودونتسك و يأمُر الجيش الروسي حفظ السلام فى الدولتين.

إنطلقت الردود والبيانات التى تدين الخطوة الروسية من قِبل الدول الغربية وبالطبع فى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وصولاً إلى غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة والتى يتوعدون بها روسيا بعقوبات شديدة.

و بِنظرة هادئة إلى ما قامت به روسيا، التى انتظرت طويلا ان يلتزم حلف الناتو بما وعد به منذ سنوات بعدم تمدد الحلف الأطلسي فى أوروبا الشرقية وأن لا يقوم بنصب صواريخه، الا ان حلف الناتو تمادى فى التوغل حتى وصل إلى أوكرانيا لينصب صواريخه هناك وصولا إلى الحدود الروسية وهو ما اعتبرته روسيا تهديدا وجوديا وليس فقط لامنها القومي .

قال بوتين اليوم للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكل الدول الأوروبية ( انما للصبر حدود .. للصبر حدود) ؟

بخصوص الصَبر، فإن روسيا عندما وافقت على توحيد ألمانيا و إزالة جِدار برلين، كان لها شرطاً هو عدم تمدُد حلف الناتو في أوروبا الشرقية و وافق الغرب على ذلك ب وعدٍ أكيد لم يُنَفّذ.

طاهر الشيخ 22/02/2022

تأريخ مُميّز