وقال الباحث والمحلل السياسي المختص بشؤون الأمن القومي أحمد رفعت إنه من منطق القوة ومن موقف المنتصر ومن مبادئ روسيا الجديدة وتعبيرا عن أحلام الشعب الروسي ودون التخلي عنها ووفقا للرؤية الروسية للنظام العالمي الجديد يقدم الرئيس بوتين للعالم كله وليس لأوكرانيا وحدها ولا للغرب مبادرة جديدة شاملة كاملة تحمل السلام للجميع دون التراجع عن أي هدف حددته روسيا قبل الحرب في ضمان أمن روسيا إلى الأبد ودون تمكين الناتو من تحقيق أطماعه في وقف الصعود الروسي العالمي بتهديد أمنها من خلال استغلال أوكرانيا في المعركة بين الغرب وروسيا مما يجعل الشعب الأوكراني يدفع الثمن.
وأشار إلى أن مباردة بوتين لوقف القتال والمعارك بشرط عدم العودة إلى الحال الذي كانت عليه الأوضاع قبل بدء الحرب إنما وفقا للواقع الجديد على الأرض بسحب القوات الأوكرانية من كامل أراضي المناطق الجديدة في روسيا وهي جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان ومعهما مقاطعتا خيرسون وزابوروجيه ضمن حدودها الإدارية التي كانت قائمة لحظة دخولها في حدود الدولة الأوكرانية، مع تخلي نظام كييف عن نيته الانضمام إلى حلف "الناتو".
وتابع: "العرض الروسي من الرئيس بوتين يقضي بوقف الحرب في اللحظة التالية مباشرة للموافقة على ذلك بعد القبول الجدي للعرض الروسي تبدأ مفاوضات شاملة للسلام وإلغاء العقوبات على روسيا إلى أخر الاقتراحات.
ونوه رفعت بأن عرض الرئيس بوتين يمكن وصفه بمشروع سلام شامل يكشف من منطلقه نية الغرب في إنهاء الحرب وعودة الأمور إلى طبيعتها وإنهاء التوتر القائم على المواجهة بين الغرب وروسيا وهو في اعتقادنا مشروع ذكي يحمل الغرب والقادة الأوكران المسؤولية أمام شعوب العالم وأولهم الشعب الأوكراني عن استمرار نزيف الدم والخسائر اليومية.
وقال الخبير المصري إن المقترح يأتي في وقت تحقق روسيا على الأرض أهدافها ولن تتنازل عنها لكنها فقط وفي الوقت نفسه تطرح مشروعا للمستقبل لا هدنة ولا وقف مؤقت لإطلاق النار إنما لـ"طي صفحة الأزمة تماما وكاملة".
من جانبه قال المحلل السياسي والكاتب الصحفى يسري عبيد: "أعتقد أن مقترحات بوتين للسلام في أوكرانيا إنذار نهائي للغرب إن لم يدرسها ويرد عليها فإن الأمور ربما تصل لنقطة اللاعودة".
وتابع: "أعتقد أن الغرب يريد الوصول بحافة الهاوية مع روسيا معتقدا أن موسكو ستظل صامتة إزاء هذه الاستفزازات الغربية ولكن سوء التقدير من جانب الغرب ربما يؤدي إلى حرب عالمية تتحول إلى نووية ومبارة بوتين باعتقادي تحاول تجنيب العالم هذا المصير المظلم".
وأكد عبيد أن مصير هذه المبادرة هو الرفض من جانب الغرب في الوقت الحالي أما إذا حدث متغير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة بمجئ ترامب فإن الأمور ستتغير لأن ترامب ربما يجبر أوكرانيا على القبول بالشروط الروسية وإنهاء الحرب وهو تعهد بذلك وأوروبا لا تملك من قرارها شيئا فهي تابعة لما يقرره الأمريكان.
وقال إن هناك متغيرا آخر وهو صعود اليمين في أوروبا والذي يرفض استمرار مساعدة أوكرانيا، وبالتالي أعتقد أن الخمسة أشهر المقبلة ستكون حاسمة في الحرب الروسية الأوكرانية لأنها ستحدد بشكل كبير فرص استمرارها أو إنهائها.