في المقابل، أطلق "حزب الله" رشقات صاروخية على مواقع عسكرية إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.
وتأتي الغارات بعد شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين، هجومًا هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن استشهاد 492 شخصًا وجرح 1645، بينهم أطفال ونساء، وفق حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" في إبل السقي مراد البطوش، بأنّ جيش الاحتلال شنّ غارات على مدن وبلدات جنوبية، والبقاعين الغربي والشمالي.
وتواصلت الغارات الإسرائيلية طوال الليل وحتى ساعات الصباح، على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك، ولم توفّر المباني والأحياء السكنية، وأدت إلى استشهاد العشرات بينهم أسر قضت بكامل أفرادها تحت الركام، وأسفرت عن جرح عدد آخر تم نقلهم للمستشفيات، دون تقديم أرقام محدّدة.
واستهدفت الغارات مدن وبلدات في محافظة بعلبك الهرمل، بينها مدينة بعلبك، وبلدات دورس، والبزالية، وشعت، وعين بورضاي، وبوداي، وطاريا، ودورس.
وأدت الغارات إلى حركة نزوح في محافظة بعلبك الهرمل إلى أحياء وبلدات مجاورة بعيدة من دائرة الاستهداف، حيث تم فتح قاعات المناسبات الملحقة بالمساجد في المحافظة لاستضافة النازحين.
كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مناطق في جنوب لبنان، بينها كفردونين، والسلطانية، والمنطقة الواقعة بين بلدتَي الحميري وطيرفلسية، وجل البحر في صور، والدوير.
وزعم جيش الاحتلال أنّه "استهدف في الساعات الأخيرة منصات إطلاق صواريخ ومباني عسكرية تابعة لحزب الله بمناطق عدة في لبنان".
"حزب الله" يقصف مطارين ومصنع متفجرات بدورها أفادت مراسلة التلفزيون العربي بإطلاق رشقة صاروخية من القطاع الأوسط جنوبي لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية.
في هذا الإطار، أعلن "حزب الله" فجر اليوم، شنّ 6 هجمات صاروخية متتالية طالت مطارين عسكريين وقاعدة ومصنعًا للمتفجّرات في عمق الشمال الإسرائيلي.
وأشار "حزب الله" في بيان، إلى استهدافه "مطار مجيدو العسكري" غرب مدينة العفولة 3 مرات متتالية بصليات من صواريخ "فادي 1".
وهذا هو الاستهداف الأول لهذا المطار خلال المواجهات الحالية مع إسرائيل منذ قرابة العام. ويقع المطار في شمال فلسطين المحتلة قرب مدينة العفولة، حيث يبعد نحو 30 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية.
وفي بيانات أخرى، أفاد "حزب الله" بقصف "قاعدة ومطار رامات ديفيد" بصلية من صواريخ "فادي 2"، في ثاني استهداف للقاعدة والمطار اللذين يبعدان نحو 25 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف أنّه قصف "قاعدة عاموس"، التي تُعدّ القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال بصلية من صواريخ "فادي 1"، في أول استهداف لهذه القاعدة.
كما استهدف بصلية من صواريخ "فادي 2" مصنعًا للمواد المتفجّرة في منطقة زخرون، التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو 60 كيلومترًا.
وشدّد على أنّ هجماته تأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه".
و"فادي" صواريخ سورية الصنع، وهي مساحية وليست نقاطية أي تُصيب مساحات واسعة، وليست نقاط محددة. وهي جزء من الترسانة العسكرية لـ"حزب الله" وتعادل صاروخ "خيبر" الإيراني. ودخل الخدمة في حرب تموز عام 2006.
في المقابل، أفادت صحيفة بأنّ صفارات الإنذار دوّت في مدينة الناصرة وبلدة العفولة والعديد من بلدات منطقة الجليل، جراء إطلاق صواريخ من لبنان.
ونقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنّ "حزب الله" أطلق نحو 20 صاروخًا نحو الشمال، زاعمًا اعتراض بعض هذه الصواريخ فيما سقطت الأخرى بمناطق مفتوحة.
وأفاد موقع "واللا" الإسرائيلي بسقوط صاروخ في منطقة الكرايوت في قضاء مدينة حيفا، بينما دوت صفارات الإنذار في نهاريا.
استشهاد قائد من "القسّام" إلى ذلك، نعت كتائب "القسّام" في لبنان، القائد الميداني حسين محمود النادر في غارة إسرائيلية على لبنان مساء الإثنين.
وأفادت "القسّام" في بيان، بـ"استشهاد النادر من بلدة جديدة مرجعيون في جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيدًا ضمن معركة طوفان الأقصى، الإثنين، إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات الغدر الصهيونية خلال العدوان الغاشم على لبنان الشقيق".