ضرب قلب العاصمة بتفجير انتحاري بمنطقة مرور سياحية على بعد أمتار من المبنى السابق لسفارة فرنسا، المحاطة بسياج منذ عام 2011، وأمتار أخرى عن باب الأسواق العربي أين تقبع دورية أمنية قارة، وسمع دوي الإنفجار على بعد أميال مما يدل على شدته.
هذا التفجير الانتحاري جاء بعد اشتباكات مع إرهابيين في جبل عرباط من ولاية قفصة 550كلم جنوب العاصمة، حاولوا تفجير محطة الإرسال بالجنوب التونسي، ليقع تفجير انتحاري بمنطقة الغورجاني، أين مرآب فرقة الأبحاث العدلية وفرقة مكافحة الإرهاب غرب العاصمة.
تلك الاعتداءات تزامنت مع إعلان رئاسة الجمهورية عن حالة صحية حرجة للرئيس الباجي قائد السبسي-92 عاما- للمرة الثانية خلال أسبوع ونقله إلى المستشفى العسكري، مما فتح المجال أمام التكهنات وأخبار تناقلتها محطات فضائية عن وفاة الرئيس.
وإذا كانت الأخبار الرسمية حول الحالة الصحية لرئيس الجمهورية شحيحة، إلا أن مصادر شبه رسمية تؤكد أنه على قيد الحياة، لكن يبقى بيان رئاسة الجمهورية الذي تضمن نقله إلى المستشفى، تزامنا مع وقوع الإعتداءات دليل على عدم وعي داخل مؤسسة الرئاسة إن لم نقل عن سوء نية.
وبينما تعيش تونس حالة من الجدل السياسي وحديث عن شغور منصب الرئيس كانت تحركات البرلمان التونسي مثيرة للتأويلات وفتحت المجال لأخبار عن محاولة لإزاحة رئيس البرلمان محمد الناصر ووضع نائبه عبد الفتاح مورو، رجل حزب حركة النهضة، ليتولى منصب الرئيس في حال إعلان شغوره بدلا من "الناصر" بما يضع يد الإخوان المسلمين على قصر قرطاج.
اعتداءات إرهابية وحالة صحية حرجة لمنصبين من ثلاثة على رأس الدولة يزيد من الوضع ضبابية وظلاما ولا يدع مجالا لضوء في الأفق اللهم إذا كانت شعلة ثورة قادمة، أو نار الإنقلاب.