عربي ودولي

تدمير إيلات قبل 52 عاما.. الجيش المصري يغرق غطرسة إسرائيل

منذ 52 عاما، تحتفل البحرية المصرية في 21 أكتوبر/تشرين الأول بعيدها، وهو اليوم الذي وجهت فيه ضربة موجعة للاحتلال الإسرائيلي، أثبتت من خلالها زيف مقولة "الجيش الذي لا يُقهر"، وذلك بإغراق المدمرة إيلات، لتغرق معه غطرسة إسرائيل. تدمير "إيلات" في هذا اليوم سطّر صفحة مجيدة في تاريخ بطولات البحرية المصرية، كما كان بمثابة أكبر ضربة يتلقاها العدو الإسرائيلي، خاصة أن هذه المدمرة كانت تشكل نصف قوة المدمرات في البحرية الإسرائيلية.

اشترت إسرائيل "إيلات" من بريطانيا، وكانت مزودة بأحدث المعدات الإلكترونية، وبـ10 مدافع، و8 صواريخ طوربيد، و4 مدافع. شاركت "إيلات" في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكذلك حرب يونيو 1967، وتمكنت في ١١ يونيو ١٩٦٧ من إغراق قطعة بحرية مصرية تسمى "السرب المصري".

وفي ظل غطرسة إسرائيل وتكرار اختراقها للمياه الإقليمية المصرية، كنوع من إظهار فرض السيطرة على مسرح العمليات البحرية، صدر بالفعل في ٢١ أكتوبر ١٩٦٧ أمر بالتعامل مع المدمرة الإسرائيلية.

القرار المصري جاء فور اختراق "إيلات" للمياه الإقليمية في بورسعيد في تحدٍّ سافر للسيادة المصرية التي أمرت بتوجيه ضربة بصاروخين إلى المدمرة. وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لنشين من صواريخ كومر السوفيتية لمهاجمة مدمرة العدو، وتشكلت قوتين بحريتين للقيام بالمهمة. القوة الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر وكان على الزورق ٥٠٤، أما القوة الثانية فأسندت للزورق ٥٠١ بقيادة النقيب لطفي جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع، وتم تجهيزهما بصواريخ بحرية روسية الصنع.

هاجمت القوات البحرية المدمرة وأصابتها بشكل مباشر لتغرق على مسافة تبعد 11 ميلا بحريا شمال شرقي بورسعيد، بطاقمها المكون من نحو 100 فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية، لتودع أكبر قطع البحرية الإسرائيلية الخدمة إلى الأبد في قاع البحر المتوسط. إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بواسطة صواريخ بحرية سطح/سطح، كان هو الأول من نوعه في تاريخ الحروب البحرية، وشكل بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية واستراتيجيات القتال البحري في العالم.

كما أن تدمير "إيلات" كان بمثابة كارثة على البحرية والشعب الإسرائيلي، الذي أصيب بصمت مطبق لنحو 3 ساعات قبل أن يخرج بعدها المتحدث العسكري الإسرائيلي ويؤكد الهجوم المصري على إيلات. في المقابل أصبحت هذه العملية بارقة أمل في استعادة القوات العسكرية العربية قوتها المعنوية وقدرتها على مجابهة العدو المحتل.