ووقعت صدامات جديدة ليلا في محيط البلدة القديمة في القدس غداة مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية جرح خلالها أكثر من مئة فلسطيني وعشرين شرطيا إسرائيليا.
وتعتبر المواجهات الأكثر حدة منذ سنوات في القدس من جهته، دان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي السبت "الهجمات العنصرية" الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية داعيا إلى "تحرك دولي لحمايتهم"، وحذر إسرائيل من ان "القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار".
وكتب الصفدي على صفحته على تويتر باللغة العربية "ندين الهجمات العنصرية على البلدة القديمة (في) القدس المحتلة ونحذر من تبعاتها"، مؤكدا أنه "لا بد من تحرك دولي فاعل لحماية المقدسيين من الاعتداءات وما تمثل من كراهية وعنصرية".
وبعدما رأى أن "مسؤولية وقف الاعتداءات وفق القانون الدولي (...) تقع على سلطات الاحتلال"، حذر من أن "القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار". ووقعت الاشتباكات التي تعد الأعنف منذ سنوات في المدينة المقدّسة عقب مسيرة نظّمها يهود متشدّدون في القدس الغربية أطلقوا خلالها هتافات معادية للعرب.
وتعود آخر صدامات كبيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية الى آب/اغسطس 2019 عندما تزامن عيد الأضحى مع احتفال يوم التاسع من آب اليهودي.
وأسفرت عن جرح نحو ستين فلسطيني في ساحات المسجد الاقصى. واندلعت الاشتباكات مساء الخميس عند مدخل البلدة القديمة في القدس حيث كانت الشرطة الإسرائيلية نشرت مئات العناصر لمواكبة مسيرة نظّمتها في القدس الغربية حركة "لاهافا" (لهب) اليهودية اليمينية المتطرّفة.
ومنعت الشرطة وصول المشاركين في المسيرة الذين كانوا يهتفون "الموت للعرب" إلى بعض المناطق التي يتجمع فيها الفلسطينيون عادة بأعداد كبيرة خلال شهر رمضان. ونظّم شبّان فلسطينيون بعد صلاة العشاء والتراويح في القدس الشرقية المحتلة تظاهرة مضادّة للاحتجاج على تلك المسيرة التي اعتبروها استفزازية.
وما لبثت أن اندلعت صدامات بينهم وبين عناصر الشرطة استمرت حتى فجر الجمعة.
وتجمّع مئات الفلسطينيين مساء الجمعة عند معبر قلنديا الذي يربط بين اسرائيل والضفة الغربية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن فلسطينيين رشقوا بحجارة وزجاجات حارقة قبر راحيل، الموقع المقدس لدى اليهود في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
ونظمت تظاهرة في رام الله حيث يوجد مقر السلطة الفلسطينية. تعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في المدينة. ووصف عاهل الأردن مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف 2019 أن العلاقات مع المملكة "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".