وقال بوتين الذي يواجه أزمة حادة مع الغرب بشأن أوكرانيا، مستهلاً لقائه مع نظيره الصيني "في ما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية، فهي تطورت في ظل روحية صداقة وشراكة استراتيجية، واكتسبت طابعاً غير مسبوق حقاً"، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الروسي.
وعقب اللقاء قال الكرملين إن روسيا والصين دعتا إلى وقف توسيع حلف شمال الأطلسي، ونددتا بالتأثير الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ووصفتاه بالتأثير "السلبي".
وأبدت روسيا والصين أيضاً "قلقهما" حيال التحالف الدفاعي بين واشنطن ولندن وأستراليا، والذي بموجبه ستزود الولايات المتحدة كانبيرا بغواصات تعمل بالدفع النووي.
وكان الإعلان عن "أوكوس" أثار خلافاً دبلوماسياً بين باريس من جهة ولندن وواشنطن من جهة ثانية، إذ خسر الفرنسيون بسبب التحالف الدفاعي الجديد صفقة غواصات نووية ضخمة كانت موقعة مع أستراليا.
ويلتقي بوتين بنظيره الصيني في لقاء نادر للثاني الذي لم يلتقَّ أي مسؤول أجنبي منذ تفشي كوفيد-19.
ولم يغادر شي الصين منذ كانون الثاني/يناير 2020 عندما كانت بلاده تكافح التفشي الأولي لكوفيد عبر إغلاق مدينة ووهان التي ظهر فيها فيروس كورونا للمرة الأولى. كما يعتزم شي لقاء أكثر من 20 زعيم دولة على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بلاده وتأمل بكين أن تكون انتصاراً للقوة الناعمة.
وقال كبير مستشاري الكرملين الأربعاء إن شي وبوتين سيلتقيان في العاصمة الصينية قبل أن يصدرا بياناً يعكس "وجهة نظرهما المشتركة" بشأن الأمن وقضايا أخرى. وبعد ذلك يحضر الزعيمان حفل افتتاح الأولمبياد مساء الجمعة.
وعززت التوترات المتصاعدة مع الغرب العلاقات بين الدولتين، وكان بوتين أول زعيم أجنبي يؤكد حضوره حفل الافتتاح الجمعة. وأشاد بوتين بـ"نموذج" العلاقات بين روسيا وبكين خلال مكالمة هاتفية في كانون الأول/ديسمبر مع شي، واصفاً نظيره الصيني بـ"الصديق العزيز".
من جانبها، دعت الصين الولايات المتحدة إلى احترام "المخاوف الأمنية" لروسيا بشأن أوكرانيا.
وتبحث موسكو عن دعم بعد نشرها 100 ألف جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، وتهديد الدول الغربية لموسكو بـ"عواقب وخيمة" في حال شنها أي هجوم ضد أوكرانيا.
وفي الفترة التي سبقت الأولمبياد، تعززت الروابط أكثر بين البلدين حيث شجبت موسكو المقاطعة الدبلوماسية لبكين من قبل مجموعة من الدول الغربية ومحاولات "تسييس الرياضة".
والمقاطعة التي أعلنتها دول عدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا هي بسبب ما تعتبره الحكومات الغربية انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في الصين.