الفيصل : سنعتمد على إسرائيل لمواجهة إيران

أقام السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأميركية، الأمير تركي الفيصل، حفل كوكتيل، في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، دعي إليه حوالي 50 شخصًا معظمهم كتاب وصحافيون وسياسيون، وذلك في محاولة لتجميل صورة السعودية، في ظل الدعوات الأميركية التي تطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب، بإعادة النظر في العلاقات مع المملكة، عقب التقارير التي تؤكد تورط ولي العهد، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، في جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وخلال الحفل، تعرض الفيصل إلى عدد كبير من الأسئلة، حول جريمة إسطنبول، وفقًا لتقرير نشره موقع "ديلي بيست" الأميركي، حيث عبّر عن رفضه لإقامة أي تحقيق دولي في القضية، وأكد أن بلاده ستعتمد في مواجهتها مع إيران على إسرائيل. ونقل الموقع عن شخص حضر الاجتماع أن الفيصل تحدث لمدة قدرت بـ15 دقيقة، قبل طرح الأسئلة عليه، وتابع أنه "كان من الواضح جداً أننا كنا جميعاً هناك لسبب ما. ولم يكن الحفل لمجرد تقديم كأس من النبيذ، وإجراء دردشات".

وبعد أن راحت الجهود والمبالغ التي رصدتها السعودية لتلميع صورة السعودية وولي عهدها سودى عقب مقتل خاشقجي، أشار "ديلي بيست"، إلى أنّ حفل الكوكتيل هذا كان على ما يبدو "آخر محاولات الفيصل لتلميع صورة السعودية"، مؤكدًا أن "الرياض حاولت من وراء الكواليس، على مدى الشهر الماضي، مواجهة تداعيات مقتل خاشقجي والإدانة الدولية اللاحقة، عبر شخصيات معروفة مثل الأمير فيصل، من أجل تدارك الأمور".

وأكد الموقع التقارير التي أفادت بأن الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الفيصل، الذي يعيش في فرجينيا ودرّس في جامعة "جورج تاون"، شرع، خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حملة للتواصل مع السياسيين ورجال الأعمال وقادة الفكر، لاستعادة العلاقات التي تعتمد عليها السعودية للحفاظ على تأثيرها في واشنطن. وخلال الحفل، أخبر الفيصل الحاضرين، أنّه على الرغم من القتل الوحشي لخاشقجي من قبل عملاء سعوديين، "ليس هناك ما يدعو للقلق"، مضيفًا أنّ "الرياض في النهاية تعمل على إجراء تحقيق شامل في العملية في إسطنبول وستعاقب المسؤولين عنها وفقًا للنتائج". وشدد الفيصل، خلال الحفل، بحسب ما نقل الموقع عن ثلاثة منن حضروا، على رفض السعودية لإجراء تحقيق دولي في مقتل خاشقجي، متذرعًا في ذلك بأنّ الولايات المتحدة رفضت التحقيق بأعمالها في سجن أبو غريب بالعراق، مكررًا بذلك مضمون تصريحاته أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية.

وقال مشاركون في الحفل، للموقع، إنّ الفيصل "لم يحاول تغيير رأي الحاضرين بشأن ما حدث لخاشقجي، بل حاول بدلاً من ذلك، إقناعهم بأنّه على الرغم من كل ما حدث، بإمكان الولايات المتحدة العمل كالمعتاد مع السعودية". وفي حديثهم لـ"ديلي بيست" أكد الحاضرون أن وجهة نظر الفيصل، بأن أي شيء لن يتغير في العلاقات الأميركية السعودية، على الرغم من الجريمة، "أزعجت كثرًا من الحاضرين".

وركز الفيصل خلال حفل الكوكتيل على الخطر الإيراني، والبعد الاقتصادي للعلاقات التي تربط السعودية بالولايات المتحدة، والبعد الإقليمي الذي تحصله الولايات المتحدة من علاقتها بالسعودية، معبرًا عن ذلك بالقول: "لا يمكن أن يبتعدا عن شراكتهما الإستراتيجية"، مشيراً إلى أن "هناك الكثير من القضايا على المحك، بما في ذلك مواجهة عدوان إيران في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك، فإنّ السعودية سوف تعتمد على إسرائيل أيضًا".