وقال برونيارو: "إني مضطر لإغلاق الساحة لتجنب مخاطر صحية على المواطنين.. كارثة"، في حين أعيد فتح الساحة بعد الظهر مع انحسار مستوى المياه. لكن سلطات الحماية المدنية في إيطاليا أصدرت "إنذاراً أحمر" للطقس بمنطقة البندقية، السبت، محذِّرة من عواصف عنيفة. وغرقت كنائس ومحلات ومنازل في المدينة المعروفة بقنواتها إثر ارتفاع غير مسبوق لمستوى المياه والذي سجّل الثلاثاء رقماً قياسياً في نصف قرن.
وأضاف برونيارو: "لقد دمّرنا البندقية، نتحدث عن أضرار بنحو مليار يورو، تعود ليوم واحد فقط". الأزمة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية دفعت الحكومة لتخصيص 20 مليون يورو (22 مليون دولار) من الأموال للتصدي للكارثة.
وقال السائح المكسيكي أوسكار كالزادا (19 عاماً): "رؤية هذا تبعث على الصدمة، أن تصل المياه إلى مستوى الركبة".
وحذر وزير الثقافة داريو فرانشيسكيني خلال تفقد الأضرار من أن أعمال ترميم المدينة ستكون ضخمة، وقال إنّ أكثر من 50 كنيسة تعرضت لأضرار. وأضاف: "رؤية هذه الأماكن بشكل مباشر تعطي صورة عن كارثة أكبر بكثير مما تظهره المشاهد التلفزيونية".
وأعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الذي وصف الفيضانات بـ"طعنة في قلب بلدنا"، الخميس، حالة الطوارئ. وسيحصل الأهالي الذين تضررت منازلهم على ما يصل إلى 5 آلاف يورو فورا بشكل مساعدة حكومية، في حين يمكن أن يحصل أصحاب المطاعم والمحلات على ما يصل إلى 20 ألف يورو، وطلب المزيد لاحقا، بحسب كونتي. وتسبب ارتفاع مستوى المياه، الثلاثاء، مع الرياح الشديدة والأمطار، بإغراق قرابة 80% من المدينة، وفق مسؤولين.
وكثيرون، ومن بينهم رئيس بلدية البندقية، ألقوا باللائمة في الكارثة على الاحتباس الحراري وحذروا من أن إيطاليا يجب أن تتنبه للأخطار التي تسببها فصول أكثر اضطراباً. والبندقية الملقبة بـ"المدينة العائمة" لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألفاً، لكنها تستقبل كل عام 36 مليون سائح. ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى "حماية المدينة" قيد التنفيذ منذ 2003، وقد تأخر بسبب أعطال وتحقيقات بشأن الفساد. ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع مياه البحر الأدرياتيكي لـ3 أمتار، لكن محاولة أجريت مؤخراً لاختبار أجزاء من الحاجز أحدثت ارتجاجات أثارت قلقاً فيما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه.