العراق ارتفاع قتلى الاحتجاجات في العراق إلى 44 ورئيس الوزراء يريد إجراء تعديلات حكومية

أطلقت قوات الأمن العراقية الجمعة النار على عشرات المتظاهرين في وسط بغداد في اليوم الرابع من حركة احتجاجية. وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجين الذين يرفعون عدة مطالب منها رحيل المسؤولين "الفاسدين" ووظائف للشباب. يأتي هذا في وقت قالت الشرطة ومصادر طبية في العراق يوم الجمعة إن عدد قتلى الاضطرابات المناهضة للحكومة ارتفع إلى 44 قتيلا.

وأضافت المصادر أن أكبر عدد من القتلى وقع في مدينة الناصرية بجنوب البلاد حيث لقى 18 حتفهم بينما قتل 16 في العاصمة بغداد. وأكدت المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق في مدينة كربلاء الجمعة دعمها لمطالب المتظاهرين، داعية الحكومة العراقية إلى "تدارك الأمور قبل فوات الأوان". وفي خطبة الجمعة، قال أحمد الصافي ممثل المرجعية الشيعية إن "هناك اعتداءات مرفوضة ومدانة على المتظاهرين السلميين وعلى القوات الأمنية"، مؤكدا أنه "على الحكومة أن تغير منهجها في التعامل مع مشاكل البلد" و"تدارك الأمور قبل فوات الأوان".

وكان العراق قد شهد الخميس اليوم الأكثر دمويّةً منذ انطلاق الاحتجاجات المطلبيّة وانطلاقاً من بغداد، ثاني العواصم المكتظّة بالسكّان في العالم العربي، امتدّت التظاهرات التي تُطالب برحيل "الفاسدين" وتأمين فرص عمل للشباب لتطال معظم المدن الجنوبيّة.

والخميس، تدخّلت مدرّعات القوّات الخاصّة في بغداد لصَدّ الحشود، فيما أطلقت القوّات الأمنيّة على الأرض الرصاص الحيّ الذي ارتدّ على متظاهرين نقلهم رفاقهم بالتوك توك، بحسب مصوّر من وكالة فرانس برس. وليل الخميس الجمعة، توجّه رئيس الوزراء العراقي، للمرّة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، إلى الشّعب في خطاب متلفز بُثّ على وقع أصوات الطلقات الناريّة التي يُسمع دويّها في كلّ أنحاء بغداد.

لكنّ الخطاب لم يكُن على مستوى التوقّعات، إذ لم يُخاطب عبد المهدي المتظاهرين مباشرةً، بل دافع عن إنجازات حكومته وإدارته للأزمة الحاليّة، مطالبًا بمنحه فترة زمنيّة لتفيذ برنامجه، خصوصًا أنه لم يُكمل عامه الأوّل في السلطة.

,حث رئيس الوزراء المشرعين على دعمه لإجراء تغييرات وزارية. وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي ”نطالب مجلس النواب والقوى السياسة الالتزام الكامل بمنح رئيس مجلس الوزراء صلاحية استكمال تشكيلته الوزارية وإجراء تعديلات وزارية بعيدا عن المحاصصة السياسية“.

وأشاف عبد المهدي إنّ ما يجري الآن هو "تدمير الدولة كلّ الدولة... التصعيد في التظاهر بات يؤدّي إلى إصابات وخسائر في الأرواح". ودعا رئيس الوزراء إلى "إعادة الحياة إلى طبيعتها في كلّ المحافظات"، معلنًا في الوقت نفسه عن تقديم مشروع إلى مجلس الوزراء يقرّ بموجبه "راتبًا شهريًا" للعائلات التي لا تمتلك دخلاً. وقال المتظاهر علي، وهو خرّيج عاطل عن العمل يبلغ من العمر 22 عاماً "نحن مستمرّون حتّى إسقاط النظام".

وأضاف "أنا من دون عمل، أريد أن أتزوّج، لديّ 250 ديناراً (أقلّ من ربع دولار) فقط في جيبي، والمسؤولون في الدولة لديهم الملايين"، في بلد يحتلّ المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظّمة الشفافية الدوليّة. أمّا أبو جعفر، وهو متقاعد غزا الشيب رأسه، فقال "أنا أدعم الشّباب. لماذا تطلق الشّرطة النار على عراقيّين مثلهم؟ هم مثلنا مظلومون. عليهم أن يُساعدونا ويحمونا".

ويبدو هذا الحراك حتّى الساعة عفويّاً، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، في ما يُعتبر سابقةً في العراق. ومع سقوط 31 قتيلاً، بينهم شرطيّان، 18 منهم في محافظة ذي قار الجنوبيّة وحدها، تحوّل الحراك الخميس إلى معركة في بغداد على محاور عدّة تؤدّي إلى ميدان التحرير، نقطة التجمّع المركزيّة الرمزيّة للمتظاهرين.