وتجمع المحتجون أمام مكتب مقر بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في الخرطوم، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات مع الفصائل السودانية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "تسقط الأمم المتحدة" وآخرون طالبوا ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثس بـ"العودة إلى ديارهم".
وقال حامد البشير أحد المتظاهرين لفرانس برس "لا نريد تدخلا خارجيا في بلادنا".
وفي العاشر من كانون الثاني/يناير، أعلن بيرثس رسميا إطلاق مبادرة يقوم بمقتضاها بلقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد.
لكنه أشار إلى أن "الأمم المتحدة لن تاتي بأي مشروع أو مسودة أو رؤية لحل، وحتي لن نأتي باقتراح لمضمون الأمور الرئيسية المختلف عليها، و لن نتبنى مشروع لأي جانب".
والأربعاء، نشر حساب بعثة يونيتامس على موقع تويتر عن ستيفاني خوري، مديرة مكتب الشؤون السياسية "يتمحور دورنا في المرحلة الحالية من المشاورات حول عملية سياسية لـ السودان في الاستماع لأصحاب المصلحة السودانيين والإنصات الفاعل لوجهات نظرهم وتوثيق رؤاهم ومقترحاتهم".
وكان مجلس السيادة الحاكم في السودان برئاسة البرهان أعلن في وقت سابق ترحيبه بمبادرة الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات والسعودية.
أما ائتلاف قوى الحرية والتغيير، كتلة المعارضة الرئيسية في السودان، فقد أعلن أنه سيقبل بالمبادرة إذا كان الهدف هو "استعادة الانتقال الديمقراطي".
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكّل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري، إن 77 متظاهرا قتلوا في احتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ وقوع الانقلاب، كان آخرهم متظاهر يبلغ من العمر 18 عاما تُوفي الأربعاء متأثرا باصابته بـ"رصاص حي في الرأس" خلال أحد الاحتجاجات الشهر الماضي.
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي، وتقول إن ضابطا طعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى إلى وفاته، بالاضافة إلى اصابة العشرات من أفراد الأمن.
ومن جهة أخرى، شهدت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم، حالة من العصيان المدني الأربعاء، حسب ما أفاد شهود عيان.
وقال الشهود بأن المدينة شهدت إغلاق شبه تام للمتاجر، وخلت الشوارع من المارة.
كما أعلن الاتحاد المحلي لكرة القدم بالمدينة في بيان "تعليق جميع المنافسات والأنشطة إلى أجل غير محدد حدادا على أرواح الشهداء".