الفاتيكان والصين يتوصلان لاتفاق تاريخي لتعيين أساقفة

أعلن الفاتيكان السبت إنه توصل إلى اتفاق تاريخي أولي مع الصين لتعيين أساقفة في الدولة الشيوعية التي كانت حتى الان تقوم بتعيين المسؤولين بنفسها في كنيسة وحيدة تعترف بها بكين.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية بدورها أن الصين والفاتيكان سيسعيان لتحسين العلاقات الثنائية بعد توقيعهما على اتفاق "مؤقت" بشأن تعيين أساقفة.

ويأتي الاتفاق بعد "تقارب تدريجي ومتبادل جاء بعد عملية طويلة من المفاوضات الدقيقة ويتضمن احتمال إجراء مراجعات دورية لتطبيقه"، بحسب بيان للفاتيكان صدر فيما يزور البابا دول البلطيق.

وأضاف البيان "يتعلق الأمر بتعيين أساقفة، وهي مسألة ذات أهمية كبيرة لحياة الكنيسة وتوفر الظروف لتعاون أكبر على المستوى الثنائي".

وقلل المتحدث باسم الفاتيكان غريغ بورك من احتمال أن يكون للاتفاق مضامين سياسية أوسع رغم أنه يعد اختراقا حول مسألة أفسدت العلاقات مع الصين لسنوات.

وقال المتحدث في فيلنيوس إن الاتفاق "ليس سياسيا بل رعوي يسمح للمؤمنين أن يكون لهم اساقفة في اتحاد مع روما وفي نفس الوقت تعترف بهم السلطات الصينية.

والاعلان كان متوقعا وسط تكهنات بأنه يمكن أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الفاتيكان وبكين وربما على حساب تايوان.

والفاتيكان أحد 17 دولة فقط في العالم تعترف بتايبيه بدلا من بكين، لكن البابا فرنسيس سعى لتحسين العلاقات مع الصين منذ توليه الكرسي الرسولي في 2013.

وأعلنت تايوان السبت إن الاتفاق التاريخي بين الصين والفاتيكان لن يتسبب في خسارة تايبيه حليفها الدبلوماسي الوحيد في أوروبا. وعبرت وزارة الخارجية عن الأمل في أن يمهد الاتفاق الجديد الطريق لحريات دينية في الصين وأن يحرص الحبر الأعظم على أن يحصل الكاثوليك في البر الصيني "على الحماية الضرورية وألا يتعرضوا للقمع".

وفي الصين ما يقدّر بـ 12 مليون كاثوليكي ينقسمون بين كنيسة "وطنية" يدير النظام شؤونها وكنيسة سرية لا تعترف بغير سلطة البابا.

ولا يقيم الفاتيكان علاقات دبلوماسية مع بكين منذ 1951، أي بعد عامين من تأسيس الجمهورية الشعبية الشيوعية.

وفشلت محاولات سابقة لإعادة العلاقات بسبب إصرار بكين على أن يتوقف الفاتيكان عن الاعتراف بتايوان ويعد بعدم التدخل في الشؤون الدينية في الصين.